إن معركة الدعاة ليست مع العوام ولا مع العلماء الذين لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر، فعلى العالم والحاكم والعامي أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأن يدعو إلى الله؛ أياً كان الآمر، وأياً كان الناهي، وأياً كان المأمور والمنهي. وإنما تقع الشرور بسبب هذه الأمور الثلاثة: الأول: ظلم وذنب المجرمين الذين ارتكبوا الفواحش وأعلنوا بها. والثاني: تقصير من قصر من العلماء أو الدعاة تجاه هذا المنكر. والثالث: ذنب من عنف على من لم يأمر أو ينه أو لم يزل المنكر، فإذا أذنبت الأمة بهذه الطريقة، وقعت الفتنة، ووقع الفساد، وسلط الله عليها عدواً من خارجها، أو سلط عليها من العقوبات القدرية ما يذهب به النعم التي كانت فيها.